ليس المراد من الحديث أن القتال وسيلة من وسائل دخـول الناس فى الإسلام ، بل المراد أن الإسلام الذى يستدل عليه بالنطق بالشهادتين مانع من القتال ، لا أنه غاية أو هدف لـه ، ومثل ذلك قوله تعالى{ قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } التوبة : 29 ، فليس المراد أن إعطاء الجزية هو الهدف من القتال ولكنه مانع منه . وإذا كـان بعض الناس يفهم من الحديث أن الإسلام قد انتشر بالسيف فإن هـذا الفهم غير صحيح . لأن العقائد لا تغـرس أبـدا بالإكراه ، وذلك أمر معروف فى تاريخ الرسالات ، قال الله تعالى على لسان نوح عليه السلام { أنلزمكموها وأنتم لها كارهون } هود : 28 ، وقال تعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم { وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } الكهف : 29 ، وقال تعـالى : { أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين } يونس : 99 ، وقال تعالى{ لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى } البقرة : 256 ، والنصوص والحوادث فى ذلك كثيرة . وأين كان السيف فى مكة عندما أسلم السابقون الأولون ؟ لقد كان موجودا ولكن كـان عليهم لا لهم . وقد أثـر عن عمر رضى الله عنه أن عجوزا جاءته فى حاجة فعرض عليها الإسلام فأبت ، وتركها عمر وخشى أن يكون فى قوله - وهو أمير المؤمنين -إكراه لها ، فاتجه إلى ربه ضارعا معتذرا : اللهم أرشدت ولم أكره ، ثم تلا قوله تعالى { لا إكراه فى الدين } ويراجع فى رد اتهام الإسلام بأنه انتشر بالسيف كتاب " الدعوة الإسلامية دعوة عالمية " .